نعيش في زمن تعلو فيه الأصوات وتتسابق فيه الكلمات، حتى صرنا نخشى الصمت وكأنه فراغ مخيف. لكن في الحقيقة، الصمت ليس فراغًا، بل هو المساحة التي نسمع فيها صوت أرواحنا، وصوت الحقائق التي تضيع وسط ضجيج الكلام.
الصمت… لغة لا يتقنها الجميع
الصمت ليس انعدامًا للكلمات، بل هو لغة القلوب العميقة، ولغة من يبحث عن المعنى الحقيقي.
قال الإمام الشافعي رحمه الله:
“إذا نطق السفيه فلا تجبه، فخير من إجابته السكوت.”
قوة الصمت في حياتنا
-
يمنحك وضوح الرؤية:
عندما تصمت، يتوقف زحام الكلمات في ذهنك، فتفهم ما يدور داخلك بصفاء. -
يحميك من الندم:
كثير من الندم يأتي من كلمة لم يكن علينا أن نقولها. -
يجعل كلماتك أثمن:
فحين تتكلم بعد صمت، يسمع الناس لكلامك لأنه نابع من عمق.
الصمت في القرآن والسنة
-
قال تعالى:
﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ﴾ [آل عمران: 42]،
وقد كان من آية مريم أن تصوم عن الكلام، ليكون الصمت أبلغ من الكلمات. -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت.” (رواه البخاري ومسلم).
الصمت ليس غيابًا للكلام، بل حضورًا للنور الداخلي الذي لا يُقال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم.”
(رواه الترمذي)
أحيانًا يكون الصمت أقوى رسالة، وأصدق تعبير عن السلام الداخلي.