معرفة النفس وسرّ تقلباتها

ma3rifat alnafs wa sirru taqallubatiha

حين يتأمل الإنسان في حاله، يجد نفسه في صراع دائم بين السكون والحركة، بين الطمأنينة والاضطراب، بين النور والظلمة. وهذا الصراع ليس خللًا، بل هو جزء من نظام النفس الذي أراده الله أن يكون ساحة اختبار وارتقاء.

معرفة النفس ليست رحلة في كتب علم النفس فحسب، بل هي كشف يومي في مرآة الصدق مع الذات. النفس قد تخدع، وقد تتزين، وقد تهرب من مواجهة حقيقتها، ولكن الله جعل لنا نورًا نهتدي به، وهو القرآن الكريم، وبه نستبصر دواخلنا كما هي، بلا تزييف ولا تبرير.

النفس تتقلب، لأنها متأثرة بما حولها من أحداث، وأفكار، ومجريات. ولكن الثبات الحقيقي ليس في جمود المشاعر، بل في القدرة على العودة إلى الله كلما انحرف المسار.

من أدق أسرار النفس: أن الله قد فطرها على التقلب حتى تبقى متصلة به، تائبة، راجعة، سائلة، معترفة. وكلما زادت معرفتك بها، زاد يقينك بضعفك، وزاد رجاؤك في رحمة الله، وزاد سعيك لإصلاحها بحب لا بعنف، بتدرج لا بقهر، بوعي لا بإنكار.

“وَنَفۡسٖ وَمَا سَوَّىٰهَا (7) فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا (8) قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا (9) وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا (10)”

(سورة الشمس، الآيات 7-10)

هنا تتجلى أعظم معادلة: من أراد فلاح النفس، فعليه بتزكيتها، لا بكبتها، ولا باتهامها، بل بتوجيهها إلى النور.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“الكيّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني”
(رواه الترمذي)

في هذا الحديث، يتجلى معيار الوعي الحقيقي: أن تُحاسب نفسك وتوجهها لما ينفعك، لا أن تتركها تتبع الهوى ثم تتمنى النجاة.

من لم يعرف نفسه، عاش غريبًا عنها، تائها في غيره.


📺 تابعونا على قناتنا الرسمية “نور وهدى” على اليوتيوب

ندعوكم لزيارة قناتنا “نور وهدى” التي أعددناها خصيصًا لنشر النور الرباني والمعرفة الإيمانية.

تجدون فيها:

  • القرآن الكريم كاملًا بصوت الشيخين عبد الباسط عبد الصمد وسعد الغامدي

  • برامج متميزة مثل “شرعة ومنهاج” لعبد العزيز الطريفي، و“الأمثال القرآنية” لمحمد صالح المنجد

  • خطب الجمعة، وفيديوهات دعوية وتنويرية تلامس القلوب والعقول

  • سلسلة “من الظلمات إلى النور”: قصص دخول غير المسلمين إلى الإسلام

🌟 ندعوكم للاشتراك وتفعيل الجرس لتكونوا معنا في رحلة النور والهدى والعلم.

🔗 زيارة القناة على اليوتيوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *