في زحمة الحياة وتقلبات القدر، يجد الإنسان نفسه في صراع دائم بين السعي لتغيير الواقع، والرضا بما كتبه الله له. كثيرًا ما نظن أن الرضا يعني الاستسلام، بينما في الحقيقة، الرضا هو القبول الحكيم الذي لا يُعطّل الحركة، بل يمنحها نُبلًا. وهو أن تعمل وتبذل، لكن بقلبٍ لا يتعلق بالنتائج، ولا يتذمّر من التأخير، بل يرى في كل تأخير رحمة خفية.
أن تتوازن بين السعي والرضا، يعني أن تُخطط وتبذل وتجتهد، ولكنك في النهاية توقن أن الخير فيما اختاره الله، لا فيما خططت له نفسك. فالقلب المؤمن لا يحزن على ما فاته، ولا يفرح فرح المغرور بما أُوتي، بل هو بين ذلك قائم على ساقين: العمل والتسليم.
من عاش هذا التوازن، عاش مطمئنًا، لا تهزه العواصف، ولا يُغريه بريق السراب. لأنه يعلم أن الحياة ليست ساحة صراع فقط، ولا ساحة راحة فقط، بل هي ميدان اختبار في كيف تعيش بين الأمرين: تسعى وكأن الأمر بيدك، وتتوكل وكأنك لا تملك شيئًا.
من عرف الله، رضي، ومن رضي، ارتاح، ومن ارتاح، رأى النور في كل شيء، حتى في العتمة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له.”[رواه مسلم]
الرضا أن تنظر لما فاتك وكأنه لم يُخلق لك أبدًا، وتنظر لما أتاك وكأنه لم يخطئك أبدًا.
📺 تابعونا على قناتنا الرسمية “نور وهدى” على اليوتيوب
ندعوكم لزيارة قناتنا “نور وهدى” التي أعددناها خصيصًا لنشر النور الرباني والمعرفة الإيمانية.
تجدون فيها:
-
القرآن الكريم كاملًا بصوت الشيخين عبد الباسط عبد الصمد وسعد الغامدي
-
برامج متميزة مثل “شرعة ومنهاج” لعبد العزيز الطريفي، و“الأمثال القرآنية” لمحمد صالح المنجد
-
خطب الجمعة، وفيديوهات دعوية وتنويرية تلامس القلوب والعقول
-
سلسلة “من الظلمات إلى النور”: قصص دخول غير المسلمين إلى الإسلام
🌟 ندعوكم للاشتراك وتفعيل الجرس لتكونوا معنا في رحلة النور والهدى والعلم.